في مقدّمته المعنونة بـ"ما قبل الحكاية، عندما يكون الوقت حقلاً من الخشخاش"، ينتهي الكاتب موسى رحوم عبّاس إلى قول: "سأحمل مديتي لأطعن صدر هذا الخشخاش طول النهار، وسألعق دمه الساخن كأنّه النعاس، وأروي لكم حكايتنا التي لا تشبه الحكايات، أليست هذه البلاد بلادي؟" وفي النص الختاميّ للقصص، عنوانه "فيما يشبه الوداع، في هذه البلاد... الآن." يقول: "هذه بعض حكاياتي نشرتها على حبل غسيل أوجاعي، وتستمرّ أسئلتي. سأسأل، ولن أنتظر الإجابة. أليست هذه البلاد بلادي؟" مابين التقديم والختام، ترد خمس وعشرون قصّة، تبرّر السؤال الأليم، والشكّ الموجع في الانتماء إلى هذه البلاد، البلاد المنكوبة! يحكي أسباب ضياع رائحة الخبز الساخن، وحروف الهجاء المسالمة، والرحلات التي تتجه صوب الجزيرة فيما وراء الشمس، وتشتّت الهويّة. أليست هي بلاده؟ فيحقّ له أن يكتب عنها الحكايات في المجموعة القصصيّة "هداليش" الصادرة عن دار"فضاءات" عمّان، 2022.
تجدر الإشارة إلى أنّ الكاتب موسى رحوم عبّاس لا ينتمي إلى الجيل الجديد الذي بدأت منشوراته القصصيّة تظهر بداية هذا القرن، بل ينتمي لجيل تسعينات القرن المنصرم، إلّا أنّ تجربته القصصيّة هذه التي تخوض في الحرب السوريّة الدائرة، تتفرّد بكونه مغترباً، هجر البلاد ومدينته الرقّة، منذ عقود، ليقيم في السويد، ما يثير الفضول لاستكشاف حال هذا المهاجر، ثنائيّ الهويّة، ورؤيته الفنّيّة لغربته ولبلاده الجريحة.
كتب موسى خمسة وعشرون قصّة، تتّسم بالتكثيف، والإيجاز، برشاقة السرد وصدقه وعذوبته، وحُسن إدارة الإفصاح والمواربة؛ ظاهر يحكي وباطن يقول، لتشاكس القصص قارئها، فلا تسلّم نفسها له بسهولة. ساقت سردها لغة قصصيّة بسيطة وأنيقة، تداري بمهارة رسم التخوم ما بين اللغة القصصيّة واللغة الشعريّة، فيجنح التخييل بالواقع في حرص جليّ على تماسك البناء القصصي. وفيها تتداخل الأسلوبيّة التقليديّة للقصّ بالحداثيّة، من دون قسريّة أو افتعال، عبر التقاط زوايا مبتكرة للأحداث، وتشظّي الأزمنة والأمكنة وتداخلهما المتناغم، واعتماد ضمير المتكلّم المفرد لتسلّم السرد أغلب الأحيان، واللجوء إلى الرمزيّة بامتياز، والاستناد إلى التناصّ أحياناً؛ فترد قصّة داخل القصّة الأساسيّة، تغنيها وتعمّق دلالاتها، وحيناً آخر يلجأ إلى السخرية السوداء. فصنع موسى عبّاس قصصاً جاذبة مؤثّرة، تدفع بالقارئ للمثابرة في القراءة، والإبحار المشوّق الماتع في التأمل والاكتشاف، رغم ما يعترضه من الأسى الوجيع المعلن والدفين، ومن الموات والموت.
الحرب هي الزمن المختار للقصص، وتشكّل الخلفيّة لجريان الأحداث. بينما تتعدّد الأمكنة، بين السويد، باريس، ومدينة حلب، حمص، والرقّة الأبرز بينها. مهاجر ما يزال يلتصق بالبلاد، وما يزال البيت لديه يجسّد، إنّما تجسيداً مشروخاً، وصف باشلار له: "البيت هو ركننا في العالم، كوننا الأوّل، كون حقيقيّ بكلّ ما للكلمة من معنى... إنّنا لا نعود "نعيش" فيه من خلال سماته الوضعيّة، ولا من خلال الأوقات التي يتبيّن لنا فيها منافعه. إنّ ماضينا كاملاً يأتي ليسكن البيت الجديد". فالسارد/الكاتب يعيش في بيت جديد إنّما في بلاد أخرى بعيدة وغريبة، في حين الحرب تدور في الرقّة، وتحرق البيت الأوّل بذكرياته التي قلّما تسرّ الخاطر! إنّما فيه بعض حكايات مضيئة، غير أنّ الحرب بدّدتها، وقتلت بعض أبطالها. فثمّة مثلاً في قصّة "مسيرة البغال"، الجدّ المنعزل في غرفته الخاصّة، لا يعرف الأحفاد ما يفعل، إلّا بعد موته، بينهم السارد الفضوليّ، فكانت: "المفاجأة الكبرى لي أنّني اكتشفت أنّ جدّي مؤرّخ خطير، وأدراجه محشوّة بالأوراق المكتوبة بخطّ جميل صغير الكلمات، منمّق العناوين...بين تلك الأوراق وجدت ورقات مذيّلة بإهداء خاصّ لي." فيدرك سبب انعزال جدّه والتكتّم على كتبه، فقد كانت مؤلفاته تتجاوز الخطوط الحمراء! فيشعر الحفيد بالفخر بجدّه المؤرّخ الشجاع، لتدوينه حقيقة تاريخ منطقتهم المغيّب، الطافح بالغزوات والاقتتال والدماء! وفي قصّة"عودة عطيل"، نلقى الممثّل الشابّ عطيّة، عاشق المسرح الطموح، يًسحب للاحتياط، وقد رُفض طلبه المتكرّر لضمّ فرقته إلى المسرح العسكري، ليُحال إلى إحدى فرق الهلال الأحمر العسكري، فالبلاد وحدها من يدرك ما هو الأهمّ والأجدى، بوجه خاص وقت الحرب. لا يلبث عطيّة/عطيل أن يقتل، فيُقتل الحلم الجميل، والمسرح!
تلتهم الحرب البلاد، بينما تتآكل الغربة السارد، فيتأجّج فيه الحنين والإصرار على العودة إلى البلاد والبيت. في عودته الواقعيّة يكتشف أنّ المفتاح/الحلّ الذي يحمله لم يعد ذا فائدة، الأبواب/مداخل الوطن والآمال: "لم تعد موجودة، لكنّني مصرّ على حمله والتأكّد من وجوده في حمّال المفاتيح يوميّاً". قصّة "الجراد المسلّح" فالمفتاح فقد وظيفته مثل هويّة تضيع، فيتشبث به بأصابعه وحمّالة المفاتيح، تشبّث الآمل. من الداخل البيت فارغ تماماً من أثاثه، لم يلق السارد غير صور العائلة ملقاة في الأرض ومُداسة، فالجراد لا يهمّه ما هو معنويّ، حتّى أنّه هو ذاته لم ينتبه إلى أن اللصاقات الدائريّة على صدور عناصره قد سقطت هي الأخرى في الأرض وداستها نعالهم، كُتب عليها "عاش الوطن"! وفي عودة ثانية متخيّلة، يلقى البيت مسلوباً، يسكنه غرباء، ليتوه في الليالي بحثاً عنه، لا يصدّق فقده له. في تيهه، سيلجأ إلى جارته العراقيّة لتقرأ له فنجان قهوته ثانية، وتتأكّد: "من الطريق الذي يعبر البحر من الغرب إلى الشرق، وتدلّني على النهر الذي يرسم الظلال لشجر الغَرَبِ الفراتيّ!".
قصّة "رصاص فارغ من الخوف"
من دون البيت، بحسب باشلار: "يصبح الإنسان كائناً مفتّتاً، إنّه البيت يحفظه عبر عواصف السماء، وأهوال الأرض." وهنا، أهوال الحرب وجرادها المسلّح، ودروب الذباب الأزرق المرعبة، دمّرت البيوت، قتلت الناس، وفتّت أرواحهم، أضاعت رائحة الخبز الساخن، ذبحت القصائد، واغتالت مقامات الفرات كلّها، دون مقام الصَّبا، فتصير: "الزغاريد مثل النواح، وتكون الحياة على مقام الصبا والموت." فالموت مقيم، والقتل يمشي في الشوارع. يُقتل فراس؛ النموذج لجيل الشباب عاشق العلم، الموسيقا، الغناء والحياة، الرافض للحرب، الحالم بمستقبل بهيّ لذاته، ولقريته "أمّ الطيور" التي لا تُظهرها الخرائط. بعد قتل فراس، تنسبه إحدى ألوية الجراد إليها زوراً، بينما تعدّ الدوائر الرسميّة قتله مجرّد أضرار جانبيّة! فأيّ عجز وقهر يحطّان في حياة أبيه وحبيبته!.
قصّة "أضرار جانبيّة"
يتشبّث المغتربون المزمنون بقرار العودة إلى مكانهم الأول، يعودون في قصّة "مسيرات القدوم البيضاء"، زرافات صامتين، يجتازون المطار، تعجز قوانين أولياء الأمور وقرارتهم عن إيقافهم وردعهم! غير آبهين بالحراس وقد تبلبلوا، يمضون قدُماً بملابسهم البيضاء الموحّدة، في طريقهم صوب مدافنهم! أمّا العائدون، في قصّة" عائدون...ولكن!" فهم من الأحياء وقد غربت شمسهم، يعودون ليحظوا بقبر في وطنهم فحسب، فإنّهم يخضعون لتحذيرات بعدم التحرّك خارج إطار السبب الذي جاؤوا لأجله، المقبرة! وعلى مضض ودهشة جارحة، يوقّع السارد على التعهّد بذلك، ثمّ يتجه صعوداً إلى تلك القمّة الصخريّة التي يختبئ خلفها بيتٌ كان له! في حالات أخرى يعود المغترب بأمواله ليستقرّ في البلاد، متحرّراً من سطوة الغربة وماضيها المؤسي! بداية عليه أن يبني بيتاً، ينصحه صاحب المكتب العقاري العارف بخفايا الأمور، ببنائه في "صراة عجاج" -عنوان القصّة- مكان متخيّل في الرقّة يعجّ بالحراميّة. والصراة لغويّاً هي بقعة المياه الآسنة. ثمّ ينضمّ المغترب إلى شلّة الحراميّة ويسطون على بنك المنطقة، فتكون حصيلة سرقاتهم أعضاء بشريّة وفيرة! لتعلن صحف الصباح أنّ اللصوص سرقوا ثلاثة ملايين دولار: "بينما المحامي يحاول تغيير صفة الدعوة والاتهام إلى سرقة أعضاء بشريّة لا غير!"
وإذاً، فإنّ ضياع الأبواب وشلل المفاتيح، وفقدان البيوت، ترميزاً لفقدان الأمل وتشتّت الهويّة، تتحمّل مسؤوليّتها البلاد ذاتها أيضاً؛ أهالي المدينة أنفسهم، فريق من الجيل القديم وآخر من الجيل الجديد. فالشباب عزف عن عوالم بيئته وتراثها ضجراً، وملّ بداوتها وعمرانها، وصيد الوُضِيحي (نوع من الغزلان)، وإرخاء اللِّحى، ومن نباتاتها الصحراويّة، وعدّل في الشروقي والهجيني والقصيد. ففي قصّة "الباب"، يحدث الصراع بين الأصالة والتحديث، فالشباب يبتغي التمدّن، والحداثة إنّما على الطريقة الغربيّة، على يد أحد الأبناء العائد إلى البلاد، حاملاً شهادة الهندسة من بريطانيا، فلجأ وإخوته المتحمّسون إلى إحداث تغيير في عمارة البيت، في غياب الأب، وحين عودته، يندهش لعدم قدرته على فتح الباب، أمام عيون الأبناء غير الآبهة بحال ركبتي أبيهم النازفتين جراء ركل الباب المحدث، إثر محاولاته الحثيثة الفاشلة،، جهلاً منه بفتحه بلمس حسّاساته الحراريّة، وبصمة الصوت!
الرقّة، مدينة يتحكم بها الأب البطريركيّ، والأخ الأكبر بدلالاته المختلفة، حتّى بات المرء فيها يخاف ظلّه! كما يتحكّم بها أمثال محيميد البطحيش الخِبِل الأمطل، ألقاب كان يطلقها عليه رفاق المدرسة، وسيطلقون عليه مستقبلاً تسمية "معالي الخِبِل!" وذلك، بعد نيله شهادة الحقوق بالمراسلة، من جامعة بيروت العربيّة، وتنصيبه" نقيباً للمحامين بتوصية خاصّة، وانتُخب بالإجماع!" ومرافقته للقائد المحلّيّ لحزبه! قصّة "معالي الخِبِل" الساخرة. والرقّة، مدينة تتنمّر على أفرادها، وتسحق دورهم البنّاء، فضابط الإيقاع/الطبّال في قصّة "الطبّال"، يعاني من السخرية والتقليل من شأنه حتّى من قبل قائد الأوركسترا التي يعمل معها. كما يطال التنمّر طفلته في المدرسة لكونها ابنة طبّال، فيذهب بابتسامتها. صراخه بأنّه ضابط إيقاع عزف آلاتهم الموسيقيّة، وتوضيحه أنّه يقرع بطبله حرصاً منه على ضبط الإيقاع جيّداً، وأنّه يستوحي إيقاعاته من وقع أصوات ما يحيط به؛ وقع المطر على سطح بيته مثلاً، صراخ ذهب هباء. يترك الأوركسترا وعمله، وينحصر همّه في إعادة الابتسامة إلى شفتي طفلته. يمحو كلمة "الإيقاع" الملازمة لكلمة "ضابط" من على اللافتة المعلّقة إلى جانب باب بيته الخارجيّ! فتنتظم حياته، ويعلو مقامه في الحيّ، وتضحك طفلته، في بلاد لا تأبه بالإيقاع المنظّم، وبأن تنتظم!
في قرية "أمّ الطيور" الصغيرة، تعيش هداليش وأخوها محمّد أبوحيّة، وأبو حيّة رجل "مبروك" كما يصفه الأهالي، يتحدّث إلى الثعابين وتعيش معه في البيت. هداليش امرأة عانس، قبيحة، ذات "عين حارّة" كما تقول الجدّة للسارد، وتعني العين التي ما إن تنظر إلى أيّ حُسن كان، حتى يتضرّر وكأنّما أصابته رصاصة! يتجنّبها الجميع، ويخفون عنها أولادهم والبهائم، إنّما يعطفون عليها، فهي ابنة القرية، رغم أنّ أحداً لا يعرف سبب تسميتها الغريبة، أو جذراً عائليّاً لها، يُقال إنّها هبطت من السماء! إبراهيم جار السارد الطفل، يعمل سائقاً لدى ضابط أمنيّ كبير، يستخدم هداليش وعينها في أذيّة معلّمه، رغم محبّة هذا له وثقته المطلقة به وحده! وما إن تنظر هداليش إليه عن بعد، وعلى ما بدا عليه من نعمة وجاه حتّى يصاب وجه الضابط بالفالج. وبعد اليأس من الطبّ والأدوية، يسارع سائقه إبراهيم المؤتمن الوحيد على سرّ مرضه إلى علاجه، عند محمد أبو حيّة! فيبدأ أبو حيّة علاجه بضرب فمه المائل بفردة حذائه، تاركاً عليه احمراراً مثل ختم بشكل نعل!
قصّة "هداليش" الساخرة
في الرقّة أشجار الغَرَبِ الكثيفة الحانية، ونهر الفرات: "الذي يخفي الأسرار، ويحسن التكتّم على الأوجاع". الرَقّة المدينة التي أغوت أبناء الفقر في قراهم وجرّتهم إليها، هي: "مثل "الغوّالة" تبتلعك، ولن تستطيع النجاة!" يغشي عجاجها الأبصار، فلا ينظر الواحد للآخر أو يراه! مدينة/ بلاد في شرق المتوسّط مهملة بائسة، تُطفح أفرادها بالإحساس بالاغتراب! الاغتراب الذي بسببه هجر جاسم العلّاوي الرقّة وأغاني الفرات، وحلب حيث الجامعة التي تخرّج منها طبيباً! منذ طفولته عانى مرارة الفقد؛ اعتقل أبوه واختفى، ومن القهر على عمّه الذي اضطر مكرهاً للزواج من أرملة أخيه، من الفقر، آلمه الفساد الإداريّ في الجامعة، فيحتمي بالعزلة والصمت، إلى أن يهاجر لاجئاً إلى ألمانيا. وهناك، تقرّر المشفى أن يعمل في حجرة الموتى! الصمت والعزلة مجدّداً. يفيض به العذاب، فيقرّر أن يجعل من نفسه جثّة، يهيّئُها كما يهيّء الجثث الواردة إليه، ثمّ يتمدّد في الدرج، ويسحبه: "بهدوء إلى نهايته، صوت المزلاج يُسمع بوضوح شديد. ثمّ يعود الصمت اللزجُ، ليعمّ المكان، بل المدينة كلّها، صمت أشدّ وضوحاً من ضجيج حلب نفسها!".
قصّة "نديم الصمت"
اغتراب هناك؛ شرق المتوسّط، الحرب والتطرّف والموت، المخبرون والمعتقلات والموات، هناك، تنتصر المعتقلات حتّى على محاولات الانتحار! وينتشر الفساد والانتهازيّة في الهيئات التعليميّة، وغيرها من المؤسّسات الرسميّة، وطالا نفوس الأهالي. وهنا؛ غرب المتوسّط، غربة موحشة، مضجرة وغير آمنة، ففيها مثلاً، يعاد تدوير الرصاص الفارغ إلى استخدامات بيتيّة؛ علّاقة تحمل أوراق الروزنامة، مثلاً! هنا، يمرّغه الحنين إلى بلاده وقد باتت غير قابلة للعيش، وذاكرته لا تني تشتعل بالذكريات، حلوها ومرّها، في الرقّة، حلب، وحمص، فيمكث مشروخ الروح، مشتّتاً بين هويّتين لا طائل منهما، لا تجيبه أيّ منهما على سؤاله الموجع الملحاح: "من أنت؟ من أنت؟ من أنت؟" يشبه ذلك المغترب، في قصّة "خوليو"، الحامل جوازي سفر: "الأوّل يحمل الألوان الثلاثة لعلم تشيلي، ويشير إلى أنّ صاحبه هو خوليو غوميز، والثاني يحمل اللون الأزرق يقول إنّ صاحبه هو المواطن خلّوف الجمّاز، ومكان ميلاده الرَقّة السوريّة! والصورة نفسها لا تتغيّر، الشارب الكثّ القذر عينه، والبشرة الكامدة التي لا تنبيك بشيء، كأنّها حياديّة تماماً أمام هذا العالم العاهر."
وحدها مشاعر: الحنين، الخوف، الجوع، الوجع والأنين، لا هويّة لها أو لغة، فالسارد يلتقي كومار، وغيره من الهنود، في إحدى دول الخليج حيث يعملون لكسب الرزق، يلتقيان ليبكيا، فكلاهما هجر بلاده، وكلاهما بلاده تتصارع! قصّة "كومار عاشقاً"
تطفح القصص بهواجس كثيرة، وحكايات عديدة، تترك في الوجدان أثر معزوفة فراتيّة حزينة تمجّد الإنسان، وعشق البلاد االجريحة، والأمل في عودة أغاني الحبّ إليها.